بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
إنّ للوالدين حقّاً عظيماً على أبنائهم، فهما من قاما بتربيتهم، ورعايتهم، والإنفاق عليهم، والأمّ هي من سهرت الليالي الطوال من أجل راحة أبنائها، ومن تعبت في تربيتهم، ومن كانت تفضّلهم حتّى على نفسها، والأمّ هي الوحيدة التي قد تنسى الدّعاء لنفسها على ان تقوم بالدّعاء لأبنائها، وأمّا الأب فهو من يعمل ليلاً ونهاراً، ويسعى بكلّ الدّروب وشتّى الطرق لتوفير حياة كريمة لأبنائه، ليستطيع أن يعيلهم، ويلبي رغباتهم ومتطلباتهم، وبالتالي كان من الواجب على الأبناء برّهم، وإعطاؤهم حقوقهم.
حقوق الوالدين على الأبناء
إنّ من أهمّ حقوق الوالدين على أبنائهما، ما يلي: (1)
طاعة أوامرهما واجتناب معصيتهما: فإنّه من الواجب على الإنسان المسلم أن يطيع والديه، وأن يقوم بتقديم طاعتهما على طاعة أيّ كان من البشر، وذلك في حال لم يأمراه بأمر فيه معصية لله ورسوله – صلّى الله عليه وسلّم – إلا في حالة الزّوجة؛ فإنّها تقدّم على طاعة والديها طاعة زوجها.
الإحسان إليهما: وذلك عن طريق القول والفعل، وفي أوجه الإحسان المختلفة جميعها.
خفض الجناح: وذلك من خلال التذلل لهما، والتّواضع أمامهما، وطمأنتهما.
الابتعاد عن زجرهما: وذلك من خلال الكلام معهما بلين، والتلطف عند مخاطبتهما، والحذر من نهرهما، أو رفع الصّوت عليهما.
الإصغاء إليهما: وذلك عن طريق مقابلتهما ببشاشة عند تحدثهما، وعدم مقاطعة حديثهما، والحذر من اتهامهما بالكذب، أو ردّ حديثهما.
الفرح بأوامرهما: وعدم التضجّر والتأفف في وجههما، وذلك لقوله تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء،23 .
التطلق لهما: وذلك من خلال مقابلتهما بالوجه البشوش والتّرحاب بهما، والابتعاد عن العبوس وتقطيب الجبين والحاجبين.
التودد لهما والتحبّب إليهما: مثل البدأ بالسلام عليهما، وتقبيل أيديهما ورأسيهما، والإفساح لهما في المجالس، وعدم الأكل من الطعام قبلهما، والمشي خلفهما في النّهار وأمامها في الليل، خاصّةً إذا كان الطريق مظلماً أو وعراً.
الجلوس أمامهما بكلّ أدب واحترام: وذلك من خلال الجلوس بجلسة مناسبة، والابتعاد عمّا يمكن أن يشعرهما بالإهانة بأيّ شكل من الأشكال، مثل مدّ الرّجلين، أو رفع الصّوت بالقهقهة في حضرتهما، أو الاضطجاع، أو التعرّي، أو عمل أيّ شيء من المنكرات أمامهما، أو غير هذه الأمور ممّا يُنافي كمال الأدب معهما.
تجنّب التمنّن عليهما: وذلك أنّ المنّة تهدم كلّ صنائع المعروف، وهي كذلك من مساوئ الأخلاق، وهي تزداد قبحاً عندما تكون في حقّ الوالدين.
تقديم حقّ الأم: فعلى المسلم أن يقدّم برّ الأم، والإحسان إليها، والعطف عليها، على برّ الأب والإحسان إليه، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – فقال: مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أمُّكَ، قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أبوك) رواه مسلم .
البعد عن إزعاجهما: سواءً أكانا نائمين، أو من خلال إزعاجهما عن طريق الجلبة ورفع الصّوت، أو إخبارهما الأخبار المحزنة، أو غير ذلك من أشكال الإزعاج.
تجنّب الشّجار أو إثارة الجدل أمامهما: وذلك من خلال الحرص على حلّ المشكلات العائليّة بعيداً عن أعينهما.
تلبية ندائهما بسرعة: سواءً أكان الإنسان مشغولاً أم غير مشغول، فإنّه من اللائق بالولد أن يجيب والديه في حال سماعه لندائهما.
إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين: فإنّه يجدر بالأبناء أن يقوموا بذلك لإصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين، وأن يحرصوا على أن يقرّبوا وجهات النّظر بينهما في حال اختلفا.
الاستئذان في حال الدّخول عليهما: فربّما كانا في حالة لا يرغبان أن يراهما أحد عليها.
تذكيرهما بالله دائماً: وذلك من خلال تعليمهما كلّ ما يجهلانه من أمور الدّين، وأمرهما بعمل المعروف، ونهيهما عن عمل المنكر، ويجب أن يراعى أن يكون ذلك بمنتهى اللطف، والإشفاق، والشّفافية، والصّبر عليهما في حال لم يقبلا ذلك.
الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما: وذلك في كلّ أمور الحياة، مثل: الذّهاب مع الأصحاب في رحلة، أو السّفر إلى خارج البلاد للدراسة ونحوها، أو الذّهاب للجهاد، أو في حال الخروج من المنزل والسّكن خارجه، فإن أعطياه الإذن وإلا فإنّه يترك هذا الأمر، خاصّةً إذا كان رأيهما أصحّ، أو صدر عن علم أو إدراك.
الحفاظ على سمعتهما: وذلك من خلال الاختلاط بالصحبة الصّالحة، والابتعاد عمّا سوا ذلك، وتجنّب أماكن الشّبهات.
الابتعاد عن لومهما أو تقريعهما: وذلك في حال صدر منهما أيّ عمل لا يرضي ابنهما، مثل تقصيرهما في التّربية، أو تذكيرهما بأمور لا يحبّان سماعها.
عمل الأمور التي تدخل السّعادة على قلبيهما: مثل رعاية الإخوة، أو صلة الأرحام، أو عمل الإصلاحات في المنزل الي غير ذلك من الامور